الأربعاء، 19 يناير 2011

التحريك بقوة العقل

الكلام كثير، والنظريات كثيرة، ومحاولات البحث عن أسباب طبيعية لا تتوقف. لكن مازالت هناك العديد من وقائع الأشباح المشاغبة التي لا يمكن تفسيرها وفقا لهذه المسببات الطبيعية. الأمر الذي يحظى بأكبر قدر من الاتفاق، هو أن الإجابة عن تساؤلات الأشباح المشاغبة، تكمن في مكان ما من النفس البشرية، وربما الظروف الصحية التي تؤثر عليها.

ومن بين سبل التفسير التي أجمع عليها العديد بحماس، ما يتصل بما يمكن أن نطلق عليه عميل أو بؤرة الأشباح المشاغبة. وهذا يستند إلى وجود طفل غالبا في مركز انطلاق الأحداث، وأن الظواهر الغريبة ترتبط بوجوده. وهذا التفسير يكون مقبولا لو أن الأطفال والمراهقين يوجدون في كل أو معظم الحالات، لكن واقع الأمر يقول عكس هذا.

ومن بين التفسيرات الأخرى، أن الأشباح المشاغبة هي نتاج التعاسة أو الإحباط الجنسي، أو الإحساس بالذنب، خاصة عند المراهقين، حيث يتحول التعبير عن العواطف إلى قوة متلاعبة يمكن أن تحرك الأشياء وتقلب كيان البيت. إلا أن أحدا لم يوضح الآلية التي يمكن أن يتم بها. وهناك احتمال مختلف عن الاحتمالات السابقة، يشير إلى وجود شخص قريب من موقع النشاط، يستخدم بشكل لا شعوري قدراته للتحكم في الأشياء والأجسام اعتمادا على قوة العقل فقط، هذه القدرة التي يطلق عليها علماء الباراسيكلوجي اسم سيكوكينيتك.

وقد عمدت بعض الدراسات الحديثة إلى إحياء نظرية قديمة، تقول إن الأشباح المشاغبة هي أعراض حالات مرضية مفهومة، ولكنها غير شائعة. وأشار الباحثون إلى أوجه الشبه الكبيرة بين الظاهرة التي تعزي إلى عميل الأشباح المشاغبة، وبين أمراض النظام العصبي المركزي. قد يكون في هذا تفسير لبعض الحالات، لكنه لا يكون مقنعا كتفسير عام.

لم يتغير الوضع كثيرا، منذ أن أطلق هاري برايس السؤال في كتابه ( هل يمكن أن نفسر ظاهرة الأشباح المشاغبة؟)، قال بعد ذلك:" لا، نحن لا نعلم شيئا. أيا كان، عن لماذا توجد الأشباح المشاغبة في مكان ما. وما هي بالضبط، وكيف نتخلص منها، أو نستدعيها، نحن لم نتمكن من تفسير آليات حركتها. ونقلها الأشياء، وأصواتها، أو كيف تتمكن من إشعال النار أو إطلاق الماء؟

إننا لا نعلم من أين يأتي بالطاقة التي تتيح لها تحريك الأشياء، والأشياء الثقيلة في معظم الأحيان، وكيف تصل ببعض الأفراد إلى حالة الهلوسة التي تجعلهم يعتقدون أنهم يرون أشياء خاصة أو يسمعون أصواتا معينة، بينما لا يسمع ولا يرى شيئا الآخرون الموجودون في نفس المكان".

هذه التساؤلات لا تجد إجابات مقنعة لها حتى الآن، لكن البحث العلمي في الظاهرة لم يتوقف.  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق