رجال الدين ينسبونها إلى الشياطين و الأرواح الشريرة أو إلى الجان لكن العلماء يسمونه" البولترغايست "
أحد العلماء المتخصصين في ظواهر البولترغايست يقول بان أشياء مثل قذف الحجارة أو سيلان الماء أو قطع الكهرباء أو تشغيله أو تكسير الزجاج أو إشعال النار أو تحريك الأشياء من أماكنها و ببساطة إقامة الدنيا رأسا على عقب ممكن أن تحدث بفعل وجود شخص معين يعاني من اضطرابات نفسية متميزة... الدراسات جارية و النتائج قد تأتي نسبية أو قطعية، لكن الأكيد حسب الذين يطردون الشياطين و الأرواح الشريرة les exorcistes هو أن عشرات بل مئات بل آلاف الحالات المماثلة كان من ورائها الشيطان، غير أن هذا مجرد افتراض لا يمكن أخذه كمرجع لأن في المجتمعات المسلمة مثلا قد توجه أصابع الاتهام إلى الجان...و يبقى السؤال مطروحا ....لكن العلم يجمع على تسمية هذا النوع من الظواهر البولترغايست poltergeist. المرأة التي تمطر حجرا هذه الحالة تشكل نموذجا مرجعيا في قاموس ظواهر البولترغايست أي l'esprit frappeur أي الروح التي تضرب. في فرنسا حدثت أثناء الستينات إحدى أشهر قصص البولترغايست في العالم. الأمر يتعلق بسلسلة من الظواهر الغريبة المخيفة اجتاحت فجأة إحدى المصحات المتخصصة في معالجة المصابين بداء السل طيلة ستة شهور كاملة. ففي الأيام الأولى من كل عام جديد يتوجه ثلاثون مريضا على الأقل إلى تلك المصحة للخضوع إلى علاجات متميزة خصوصا و أن المكان معروف بهدوئه و نوعيات الخدمات الطبية التي يقدمها القائمون على تسييره و تأطيره الطبي ، مما رفع من نسبة الأمل في الشفاء من السل الذي كان مرضا مستعصيا بالفعل في ذلك الوقت. في ذلك الصباح من شهر ماي و بينما كان المرضى يتناولون فطور الصباح في الشرفة فوجئوا بوابل من القذائف الغريبة...لقد كانت في شكل حجارة كما يعرفها كل واحد منا، لكن من أين أتت؟ هل الأمر تعلق برداءة سقف المصحة في شقه الذي يغطي الشرفة أم بشيء آخر ؟ لا علينا ، الممرضون و الممرضات سارعوا إلى نقل المرضى إلى الداخل. بيد أن رمي الحجارة تكرر في مرات أخرى على مدار أيام عديدة و بدون تأخر ارجع الكل هذه الظاهرة و بالإجماع تقريبا إلى مريضة شابة اسمها أنجلينا كان سلوكها غير الطبيعي قد جلب انتباه الجميع و بالفعل تأكد ما لم يكن إلا مجرد شك لن كل شيء توقف اثر رحيلها من المصحة. و ذات يوم بعد ذلك كان الدكتور – كوينو- مدير المصحة يتفقد المرضى الجدد الذين زار منهم في البداية فتاة احتلت الغرفة التي كانت تقيم بها – أنجلينا- . تلك الفتاة اسمها – جاكلين- و تفاجأت منذ الوهلة الأولى التي رأت فيها الدكتور لأنها اكتشفت فيه السن الشاب و المظهر الجميل الجذاب، الشيء الذي بث فيها إحساسا بالإعجاب أخذ يتطور مع مرور الأيام إلى درجة أن الأمر أصبح حبا عميقا و جنوني، و من هنا لم يبق في بال الفتاة شيء غير فكرة إغرائه بكل الطرق و الحيل.
إياهما مصدر المصائب..أنجلينا أم جاكلين؟ في المصحة كان كل شيء عاديا و كالعادة يقوم الممرضون في كل صباح بقيادة المقاعد المتحركة بمرضاها إلى الحديقة لأن الهواء النقي الذي يتنفسونه هناك كان ضروريا لمعالجتهم. و ذات يوم بينما كان الأمر على هذه الحال، سمع هؤلاء هؤلاء المرضى فجأة طقطقات من حولهم...رد فعلهم كان واحدا لأنهم عرفوا من قبل، ذلك الصوت الذي يسبق مطر الحجر الغريب لكنهم ما كادوا يسارعون إلى الهروب نحو الداخل حتى تضاعف القذف إلى درجة أحدثت الذعر وسطهم، فالمشهد بلغ حدا من الرعب يصعب على الخيال البشري أن يتصوره لأن حجم الأحجار التي أخذت تتهاطل و كثافتها لم يكونان طبيعيان على الإطلاق حتى إن أردنا تشبيهها بحبات البرد التي سقطت في عدة مناطق من العالم بوزن 250 غراما للحبة الواحدة. لكن ما حدث في ذلك اليوم كان كابوسا حقيقيا بدليل أن أرضية حديقة المصحة تحولت إلى ركام من الحجر الأصم على حد وصف احد الجيران شاهد الواقعة عن قرب و نال هو الآخر قسطه من ذلك القذف الذي رغم خطورته لم يصب أحدا بأي جرح أو أثر و لو كان بسيطا و هذا ما يضفي على ما حدث وجه غرائب آخر. و بما أن أمطار الحجر أخذت تتكرر لعدة مرات في اليوم الواحد فقد قل خروج المرضى الذين فضلوا البقاء في غرفهم. لا أحد من بين الممرضين و الممرضات استطاع أن يفسر حقيقة ما كان يحدث لكن الأغلبية لاحظت أن القذف كان يتزامن دائما مع وجود البنت – جاكلين- في المكان الذي يقع فيه سقوط الحجر تماما مثلما كان يحدث في عهد – أنجلينا- فهل جاكلين خلفت هذه الأخيرة في هذا الفعل ما وراء الطبيعي؟ في مساء احد الأيام و بينما كان- كلود بازان – في غرفته فاجأه الحجر من كل جهة و جهة و كانت تلك المرة الأولى التي يحدث فيها القذف داخل مبنى المصحة . و تزامنا مع ذلك سمع السيد بازان طرقا على باب غرفته الذي بمجرد ما فتحه وجد نفسه أمام جاكلين التي بررت مجيئها إليه برغبة في الحصول على كتاب تسد به وقتها الفارغ على حد تعبيرها. فكيف يمكن تفسير ما حدث ما دام الرجل كان وحده في الغرفة المغلقة من جميع منافذها؟ ...هل –جاكلين- هي التي تسببت في ذلك لأنها كانت على مقربة من الغرفة حتى و إن كانت وراء بابها؟ أحد العلماء المتخصصين في ظواهر البولترغايست يقول بان أشياء مثل قذف الحجارة كالذي حدث أو أخطر أو أغرب منه يمكن أن تحدث بفعل وجود شخص معين يعاني من اضطرابات نفسية متميزة. فهل يمكن أن يكون تعلق البنت جاكلين عاطفيا بالدكتور – كوينو – هو الذي ضرب استقرارها النفسي إلى درجة التسبب في سقوط الحجر؟ الجواب بقي مجهولا أو غير واضح على الأقل و الدكتور – كوينو – وجد نفسه أمام جدية الموقف مجبرا على القيام بتحقيق في القضية لكن كل الاحتمالات جاءت غريبة بقدر غرابة الظاهرة. في المصحة، كل واحد من المرضى كان يحاول نسيان ما كان يحدث، بينما تلقى الممرضون أوامر صارمة تكلفهم بمتابعة أدق حركة تقوم بها جاكلين و هذا سريا. بيد أن الشيء الوحيد الذي كان يهم صاحبنا هي الزيارة اليومية للدكتور – كوينو – الذي استمر في علاجها بشكل عادي و كان شيئا لم يحدث رغم انه لم يكن مرتاحا للنظرات المضطربة التي كانت تنبعث من عيني الفتاة و هذا ما دفعه إلى التساؤل بشيء من الاقتناع إن كانت جاكلين هي مصدر الظاهرة. عندها قرر الرجل الاستنجاد بالباحث الشهير ريبير توكيت الأستاذ بكلية الأنثروبولوجيا و رئيس المعهد الدولي للميتانفسية meta psychique و المعهد المشار إليه هو عبارة عن مركز متخصص في الدراسات العلمية المكرسة للظواهر ما وراء الطبيعية les phénomènes para-normaux . و الحقيقة أن الباحث روبير توكات لاحظ منذ الوهلة الأولى السلوك غير الطبيعي و التحريضي الذي كانت تتظاهر به جاكلين إزاء الدكتور كوينو و كالعادة في نهاية كل يوم يذهب المرضى إلى مركز الترفيه التابع للمصحة أين يقضون أوقات ممتعة تنسيهم خطورة الداء الذي يعانون منه لكن منذ مدة لم يبق المرضى يتمتعون باللحظات الجميلة لبرنامجهم اليومي على النحو المعتاد لأن حضور جاكلين بينهم كان يزعجهم أيما إزعاج لنهم كانوا واثقين بأنها هي التي كانت تتسبب في تهاطل الحجر عليهم و هذا ما كان يخيفهم أكثر من ذي قبل لأن أغلبهم أجزم على أن الشيطان يسكن جسدها. هذه الأخيرة لم يعد أحد يجرأ على التحدث إليها أو الاقتراب منها حتى أن الكل كان ينظر إليها كما ينظر أي واحد منا إلى أي حيوان غريب المظهر و هذا ما شعرت به المريضة فزادت حسرة و غيظا بعدما كان حبها للطبيب قد نخر جأشها. في إطار تحقيقه، استجوب – ريبير توكات – مطولا جاكلين و من جملة ما سألها عنه، مثلا: " هل تعرفين أشخاصا بامكانهم أن يسقطوا إراديا ذلك الحجر كما لو انه مطر"..." لا..لا إنني لا اعرف مثل هذا الصنف من الأشخاص " ردت عليه جاكلين. لكن خارج إطار المصحة يمكن أن يكون هناك عدد من الشباب اللذين كنت ربما على علاقة بهم و الذين قد يعيبون عليك بعض الأفعال مما قد يدفعهم إلى رشقك بالحجارة؟ " سألها الباحث مجددا فردت عليه: " بالفعل لقد سبق لي أن تعرفت على فتيان لكنهم لم يكونوا من ذوي السترات السوداء les blousons noirs ( فئة من الشباب معروفة بعنفها و قبح سلوكها ) ...و انتهى الاستجواب قبل أن يخلص الباحث روكات إلى أن جاكلين كانت تبحث عمن يعتني بها مثلما كانت تريد جلب الانتباه إلى شخصها لكنها مع ذلك كما استنتجه روكات، كانت البنت راضية على نفسها و متزنة بالقدر الذي مكنه من إجراء استجوابه لها في ظروف جد عادية.
من أين يأتي كل ذلك الحجر؟ و خلال الأيام المتتالية تضاعف القذف بالحجارة من حيث الكمية و الحجم و سرعة القذف و بلغ الأمر حدا لا يطاق رغم أن لا احد كان يصاب بجراح أو شيء آخر من هذا القبيل لكن في إحدى المرات استطاع احد المرضى أن يعرف مصدر القذف، الشيء الذي جعل الدكتور – كوينو – و الباحث –توكات – لا يتأخران في معاينة المكان الذي أشار إليه ذلك المريض ، حيث أن الأمر كان يتعلق بطابق مهجور من المصحة و المفروض أن أبوابه و نوافذه كانت مغلقة بالمفاتيح. فهل هناك من يكون قد نجح في التسلل إليه؟ ...لكن و بكل غرابة تبين من بعد أن لا احد كان بداخل ذلك الطابق. و في نهاية المطاف انتهت فترة الإقامة في المصحة و كان على المرضى أن يعودا من حيث أتوا و في أذهانهم ألف سؤال و سؤال عن تلك القذائف التي كانت تصدر عن اللا مصدر بينما غادرت جاكلين المصحة و في قلبها حرقة حب لم تستهلكه رفقة الدكتور – كوينو -. أما الخلاصة التي أفضى إليها التحقيق المفتوح في القضية فقد جاءت لتؤكد بان سيدة اسمها – جاكلين آر – كانت تعاني من اضطرابات نفسية عاطفية des troubles psycho-affectifs هي التي أحدثت فصول تلك الظاهرة. ثلاثون مريضا و عدة أطباء و ممرضين كانوا شهودا على تلك الواقعة...و المصحة ما أن غادرتها جاكلين حتى عادت فيها الأمور إلى نصابها لكن كيف يمكن أن نفسر حدوث نفس الظاهرة قبل مجيء جاكلين أي في الوقت الذي كانت تتواجد فيه الفتاة المسماة أنجلينا- في المصحة ؟...هل هي مجرد صدفة؟ ..الأكيد هو أن للمخ البشري قدرات خارقة لا نزال نجهل اغلبها في حين لا يعترف بها بعضنا. الولد الذي يسقط المطر تأثير الذهن و الروح على المادة لا يزال ملفه يشغل بال العلماء و الباحثين، فهذه القدرة التي لا يتوفر عليها إلا القليل من الناس تقف وراء سلسلة من الظواهر الغامضة كارتفاع الأشياء و سباحتها في الهواء دون تدخل أي عامل فيزيائي ظاهر...هذه القدرات قد تكون أيضا في بعض الأحيان لا إرادية و لا شعورية أي أنها قد تتسيب في أية لحظة و تؤثر في محيط تسيبها دون أن يعلم الشخص المتسبب فيها بأنه هو الذي يقف وراءه مثلما هو الشأن بالنسبة للشاب الأمريكي – دون ديكار – الذي لا يمكن اعتبار قدرته إلا باللا معقولة لأنه في فترة معينة من حياته أصبح لا يتواجد في مكان إلا و يسقط المطر أو سالت المياه عليه أو فيه...قدرة ذلك الإنسان تبقى خارقة للعادة و محيرة في مجموع القدرات ما وراء الطبيعية les pouvoirs para-normaux أو ما وراء النفسية para-psychologiques اللهم أن يكون دون ديكار لا ينتمي لا إلى هذه الحالة و لا إلى تلك و أن يكون مسكونا من قبل شيطان أو جان مثلما يعتقده هو ذاته. سـر ثقيل و مؤلم في صدره في يوم 24 فيفري من سنة 1983 بناحية سيلفاني الأمريكية تم دفن السيد – جيمس كيسبار – الذي مات في سن الثالثة و الستين اثر مرض خبيث أصاب كبده...حفيده الصغير – دون ديكار – البالغ من العمر 21 سنة آنذاك كان حاضرا في مراسم الدفن بشكل استثنائي لأنه كان محكوما عليه بالسجن لبضعة شهور بسبب عمليات سرقة أقدم عليها و عليه فقد حصل على إجازة خاصة بغية تمكينه من توديع جده إلى مثواه الأخير . و الحقيقة أن سجنه ما هو إلا نتيجة حتمية لمراهقة مضطربة ظل – دون – طيلتها دافنا في باطنه سر جد ثقيل لم يكن يعلم به أحد لأن الأمر يتعلق بجده ( الذي مات ) الذي سمح لنفسه بممارسة الفاحشة على حفيده حينما لم يكن سنه يتجاوز السبع سنوات... لا أحد من أفراد العائلة كان يعلم بما حدث للطفل –دون- الذي قال في شهادة مؤثرة للغاية بأنه منذ تلك الواقعة المقززة ظل يرى الشر مجسدا في جسده أي أن جده كان بالنسبة إليه هو الشر الذي يتحدث عنه الناس و بالتالي فان وفاة جده كان يعني له نهاية الشر و هذا ما شعر به فعلا يوم دفن جده عندما اقترب من تابوته و ألقى عليه النظرة الأخيرة. لكن في ذلك الوقت لم يكن – دون – يعلم بما سيحدث له منذ تلك اللحظة. الظاهرة بدأت بعد دفن جده على عكس باقي أفراد العائلة الذين تظاهروا بحزنهم على الأب و الجد الميت، بقي –دون – معزولا على الحركة و باردا في سلوكه حتى أنه قرر قضاء ليلة ذلك اليوم رفقة صديقيه الزوجين بوب و جيمي كنايفر و في بيت هاذين الصديقين بدأ الشعور الذي انتابه أثناء دفن جده يأخذ أبعاده المضطربة حيث أنه في لحظة معينة أحس بنفسه يفقد وعيه الوجداني في نفس الوقت الذي لأخذ فيه الماء يسيل على جدران الصالون ، لكن –دون – كان قد دخل في حالة لا وعي قصوى... بوب نادى زوجته جيمي سائلا إياها لن كانت تستعمل مياها فأجابته بالنفي و الاستغراب في نفس الوقت...حينها وقف بوب من مكانه و راح يرى ذلك الماء متعجبا قائلا لزوجته أن تشققا في السقف يكون قد تسبب في تسرب ذلك الماء إلى الجدران. الزوجة سارعت إلى الصالون أين تفاجأت و اندهشت أمام كل المياه التي كانت تسيل بغزارة على كل الجدران إلى درجة أن فراش الأرضية كان يسبح في المياه مما جعل بالسيد بوب يهرول باحثا عن إناء يضعه على الأرض في الأرض، لكن أين يضعه بالضبط إذا كان الماء يجري في الأركان الأربعة للصالون...؟ ثم قرر بوب بغضب، الاتصال هاتفيا بالسيد –رون- مؤجر الشقة الذي طلب منه أن يأتي بسرعة بسبب مشكل فسأله – رون – عن طبيعة المشكل فرد عليه بوب بأنه لا يستطيع أن يشرح له الموقف في الهاتف و أن مجيئه أكثر من ضروري و مستعجل. لدى وصوله إلى البيت، السيد –رون – بعد رؤيته للمياه التي كانت تجري على الجدران، لم يصدق عينيه لأن الماء تعدى الجدران إلى السقف، ، الشيء الذي جعله يتساءل كالمجنون عن الذي كان يحدث. ففي البداية ظن أن مرد ذلك قد يكون تفتق أو تشوه في الأنابيب لكن هذه ألأخيرة لم تكن تمر فوق السقف و هذا ما تأكد منه الجميع بعد أن صعدوا إلى أعلى المنزل و فتشوا في مختلف أركانه عن مصدر تلك المياه . و بعد برهة من الزمن قضاها السيد – رون – في ملاحظة الصالون ( من الداخل ) اكتشف بأن الماء لم يكن يجري من السقف و الجدران فقط و إنما كان يخرج حتى من تحت ألأرض...ففي الوقت الذي كانت تسيل فيه المياه من كل الجهات، لم ينجح أحد في أن يفهم من أين كانت تنبع بالضبط؟ قطرة ماء تتشكل في الهواء بوب و بعد استشارة مؤجر البيت و زوجته استنجد في الهاتف بالشرطة التي لم تتأخر في المجيء و بينما كان عونان من الشرطة يتفقدان المكان و يكثران من الأسئلة لاحظ أحدهما شيئا غريبا أدى به إلى جلب انتباه الحاضرين و هو يصرخ قائلا لهم " أنظروا "...الكل وجد نفسه يرى قطرة ماء تشكلت في الهواء حيث ظهرت معلقة بكل وضوح قبل قبل أن تتجه أفقيا صوب باب الصالون الذي خرجت منه ...الشرطيان سألا عما إذا كانت تلك المياه مقتصرة على الصالون وحده فأجابتهما السيدة جيمي بأن الأمر لا يخص فعلا إلا الصالون...لم يكن هناك تفسير منطقي واحد لما كان يحدث و هذا ربما ما جعل الشرطيان يسارعان في مغادرة البيت و تحرير تقرير لم يجدا ما يذكرا فيه من المؤشرات الواقعية. أمام ما حدث، لم يجد السيد بوب طريقة يعوض بها ضيفه – دون – عن تلك السهرة الفاشلة غير دعوته إلى تناول العشاء في أحد المطاعم. و بالفعل فقد خرج بوب و زوجته و دون بعد أن قدر مؤجر البيت الظروف و قبل بالبقاء في البيت ريثما يعود الجميع إليه لكن السيد رون ( مؤجر البيت ) لاحظ بأن تلك المياه توقفت عن السيلان بمجرد خروج الجماعة من المنزل...إذن ما حدث يكون من فعل قدرة غريبة موجودة إما في بوب و إما في – دون - قال السيد رون في باطن نفسه، جازما بصحة اعتقاده و مستثنسا الزوجة جيمي من ذلك. الظاهرة تتكرر داخل مطعم في ذلك الوقت و بداخل أحد المطاعم، كان الزوجان بوب و جيمي يرويان لصاحبة المطعم ظاهرة تلك المياه الغريبة التي تجري في بيتهما فأجابتهما تلك المرأة بأنه كان من الضروري الاتصال بالكنيسة قبل الاتصال بالشرطة...لكن و بينما كانت السيدة تتكلم، تفطنت إلى وجه – دون – الذي كان يعكس عدم وعي صاحبه بما كان يحدث من حوله و كأنه كان في حالة تركيز ذهني عميق. فعينيه كانتا تريان و لا تريان في نفس الوقت...صاحبة المطعم لم تجد حرجا في أن تقول لجيمي أن – دون – مسكونا من طرف الشيطان...و ما هي إلا ثوان قليلة حتى أخذ الماء يجري من سقف و جدران المطعم الذي ذعرت صاحبته لما حدث و ما لم يسبق لها أن رأته ...ثم راحت تصرخ " لقد قلت لكم منذ البداية إن الشيطان يسكن هذا الشخص. يجب اللجوء إلى الكنيسة. يجب الاتيان بقسيس ليعاين حالته ". قوة رهيبة ترمي به على الحائط منذ تلك اللحظة تبين بما لا يدعو إلى الشك أن –دون ديكار – هو الذي كان يقف وراء ما حدث دون أن يعلن بذلك. و مباشرة اثر خروجه من المطعم اقتنع هو بنفسه بأن ما حدث كان صادرا عن شخصه بدليل أن الماء لم يجر أبدا في بيت الزوجين بوب و جيمي قبل أن يدخله هو...و بعد الرجوع إلى البيت راح الكل يعاتبه على فعلته متهمين إياه بالإقدام على ذلك إراديا في حين ذهبت جيمي إلى حد الصراخ في وجهه و أمره بالتوقف عن تلك الأفعال الشيطالنية لكن – دون – كان ينظر مندهشا خائفا، عاجزا عن الإفلات من الحاضرين الذين تجمعوا من حوله في مطبخ البيت الضيق و فجأة أخذت قدرة ( أي آنية الطبخ ) تتحرك فوق الطباخة قبل أن يحس – دون – بشيء غريب يجتاح بدنه ثم يرفعه من سطح الأرض...جسمه سبح في الهواء مدة من الزمن ثم و كأن هناك من رمى به إلى الوراء فاصطدم على الحائط ( يقول –دون- في شهادته عن تلك اللحظة بالذات و كأن هناك من أمسك به من ذراعه بعنف و ضربه على الجدار لأن القوة التي جعلته يطير في الهواء و دفعت به إلى الوراء شعر بها في باطنه أي أن شيء ما تحرك في داخل جسمه و ليس خارجه على الرغم من أنه صحيح البنية و يصعب على أي كان أن يعامله بتلك الطريقة لو تعلق الأمر بمشادات جسدية مثلا). – دون - لا يزال يقول إلى يومنا هذا بأن " مجرد الحديث عن ذلك يخيفني ". تينا و البولترغايست الذي يسكنها هناك حالة بولترغايست ( الروح التي تضرب ) أخرى نالت قسطها من الاهتمام في الأوساط العلمية المتخصصة في دراسة الظواهر غير الطبيعية و كذا في أعمدة الصحف العالمية و النشريات العلمية. إنها حالة السيدة – تينا راش. هذه الأخيرة ولدت في 26 أكتوبر 1969 بالكولومبيس...بعد أن تخلت عنها أمها، تم وضعها و عمرها لا يتعدى العشرة شهور في عائلة استقبال حيث تكفل بها الزوجان جان و جون راش رغم أبنائهما الخمسة المنحدرين من صلبهما. كانت تينا بنتا مرحة لكنها تتعرض من حين إلى آخر إلى نوبات عصبية عنيفة جدا و عند بلوغها سن الثامنة أخضعها الطبيب إلى تناول المهدئات العصبية إلا أن ذلك لم يمنع معلمتها من أن تشكو سلوكها. من كان يرمي أدواتها في القسم الدراسي؟ البنت كانت دون سبب واضح ترمي بأقلامها و ما كانت تتوفر عليه من أدوات مدرسية و الغريب في الأمر هو أن معلمتها رغم تيقنها من أن تينا هي التي كانت تفعل ذلك فان البنت كانت لا تتردد في كل مرة في نفي ما يحصل بكل جدية أي أنها كانت تجزم بأن الأمر ليس من فعلها و تقول تينا في شهادتها أمام الباحثين بأن المعلمة كانت في كل مرة تقيم الدنيا و لا تقعدها بسبب ما كان يحدث، حيث ترغمها على تناول أقراص دوائها المهدئة على مشهد من كل تلاميذ القسم الدراسي عوض أن تساعدها مثلا على فعل ذلك في السر و هذا ما جعل زملاء الدراسة يقتنعون بأن تينا بنت " مجنونة " مما عقد هذه الأخيرة و جعلها لا تحتمل الحياة وخصوصا داخل المدرسة. و عليه فقد قرر والداها بالتبني توقيفها عن الدراسة النظامية و الاستنجاد بمن يقدم لها دروسا خصوصية في البيت و هكذا مرت الشهور إلى أن بلغت تينا سنا خولها مساعدة أمها ( أمها بالكفالة ) على التكفل بيتامى آخرين كان الزوجان المذكوران يأتيان بهما إلى بيتهما في انتظار ظهور من يتطوع للتكفل بتربيتهما و بما أن تينا لم تكن تزاول أية دراسات خارج البيت و لا تغادر المنزل إلا نادرا فلم يكن لديها أي صديق أو صديقة.
الأجهزة تعمل رغم قطع الكهرباء ذات صباح من أحد أيام شهر مارس 1984 و بينما كانت الحياة لدى العائلة تأخذ مجراها الطبيعي، تسيبت الحلقة الأولى من سلسلة طويلة من الظواهر الغريبة حيث أخذت ثريات البيت تدور ( نعم كما تدور العجلات ) من تلقاء نفسها و مصباح المطبخ يشتعل دون سبب، الشيء الذي جعل السيدة راش ( صاحبة البيت ) التي كانت في ذلك اليوم عاكفة على تحضير وجبة الغداء، تسأل تينا انطلاقا من المطبخ الذي كانت تتواجد بداخله، إن كانت هي التي أوقدت النور فأجابتها البنت بالنفي ما دامت كانت في غرفة أخرى فكيف لها أن تفعل ذلك؟... و ما هي إلا لحظات قصيرة حتى تكلمت السيدة جان من جديد طالبة من تينا أن تتوقف عن مزاحها . لأن في البداية كانت السيدة راش تعتقد أن ما حدث لم يكن إلا مجرد " لعب " أقدمت عليه البنت لكن تتالي الأحداث كان كفيلا بأن يثبت لها بأن الأمر جدي و يحمل ذرة واحدة من المزاح...ففي لحظة معينة قررت السيدة راش إطفاء التلفاز و هذا ما فعلته لكن الصورة و الصوت بقيا فلم تتردد حينها في فصم التيار الكهربائي عن الجهاز إلا أن التلفاز ظل شغالا و يبث الصورة و الصوت بشكل عاد للغاية و فجأة أخذت كل الأجهزة و المعدات الكهربائية و الالكترونية الموجودة في البيت تشتغل من تلقاء نفسها و لم تتوقف حتى عندما عاد السيد – جون راش – من العمل في آخر المساء...الرجل لدى دخوله البيت لم يفهم ما حدث فمحركات كل الأجهزة كانت تعمل دون مبرر، الشيء الذي جعله يسأل زوجته عن حقيقة الأمر فردت عليه و الحيرة تطبع محياها بأنها حاولت توقيفها حتى بقطع التيار الكهربائي و لكن من دون فائدة. هذه الإجابة لم تقنع السيد جون الذي سخر من زوجته و تظاهر بمعرفته الدقيقة للكيفية التي تشتغل بها تلك التجهيزات التي راح يضغط على أزرار بعضها من هنا و فتح بعضها الآخر من هناك، لكن دون جدوى مما جعله يظن بكل تفاهة أن من وراء الأمر مشكلة كهرباء لا غير و من ثمة فقد سارع ليهتف إلى أحد الأصدقاء بوصفه تقني متخصص. هذا الأخير يقول بأن يومها عندما تلقى مكالمة السيد –جون راش – كان صراخ مرهب يطغى على الخط الهاتفي..." لقد كان صراخا مخيفا لم يسبق لي أن سمعته من قبل" و بما أن ذلك الصراخ شوش على بشكل لا يوصف على الاتصال فقد كان من الضروري على الطرفين أن يتوقفان عن الحديث لبضع دقائق قبل أن يستأنفا الكلام...لقد حدث ذلك يقول التقني " و كأن هناك من كان يريد منعنا من الاتصال ببعضنا". من نزع قطع الشريط اللاصق؟ الصديق التقني تنقل بعد ذلك إلى البيت حيث تفقد و فحص عداد الكهرباء و كل الشبكة الكهربائية قبل أن يخلص إلى أن كل شيء كان عاديا و الغريب في الأمر هو أنه ما أن غادر الرجل البيت حتى عادت الأجهزة تشتغل من تلقاء نفسها كما كانت تفعل قبل مجيئه. لكن السيد –جون – لم يكن ليتأخر عن الالتحاق بصديقه التقني قبل أن يركب سيارته ليدخله من جديد إلى المنزل حيث وجد نفسه هذه المرة أمام أجهزة تعمل دون توقف، غير أن الرجل ( التقني ) شكك في جدية الموقف لأنه لاحظ بأن أفعال الضوء و التجهيزات كانت معدلة على الموجب ( أي شغالة ) و مباشرة عقب هذا الاكتشاف التفت إلى تينا و اتهمها بالوقوف وراء تلك المسخرة و التفاهة لكن البنت ردت عليه بعنف مؤكدة بأنها لا علاقة لها بما كان يحدث فوجد التقني نفسه مجبرا على رفع التحدي و هكذا قام بوضع شريط لاصق على كل الأقفال بعد تعديلها على السالب ( أي النحو الذي لا يشغل لا الضوء و لا التجهيزات الكهربائية أو الالكترونية الأخرى ). لكن مع ذلك اشتغل كل شيء و أكثر من هذا اختفت قطع الشريط اللاصق نهائيا و كأن طرفا خفيا انتزعها و أخذها معه بعد أن أعاد تعديل الأقفال على الموجب...و يقول ذلك التقني بأنه في تلك اللحظات شعر بخوف كبير، فهو لم يخف على حياته مثلما أدعى بل من طبيعة الظاهرة في حد ذاتها و التي كانت تؤكد بما لا يدعو مجالا للشك بأن يدا غير بشرية و غير مرئية كانت حاضرة في البيت و أنها هي التي فعلت ذلك. البيت يتزعزع ..و لا شيء في غياب تينــا بعد أن غادر التقني البيت، حاول أفراد الأسرة استئناف وتيرة حياتهم اليومية بشكل عاد لكن ذلك لم يكن ممكنا لأنه و بينما كان الكل مجتمعا من حول طاولة العشاء أخذت الكراسي تتحرك بمن كانوا جالسين عليها إلى درجة أن – تينـا- وقعت على الأرض بفعل هزة عنيفة تعرض لها كرسيها و بالموازاة مع ذلك راحت الأطباق و الأكواب تتكسر تلقائيا شأنها شأن المصابيح و كل ما كان في البيت من تأثيثات. فالوضعية بلغت حدا لا يطاق. لكن بعد ذلك اليوم الصاخب لاحظ الزوجان- راش – بأن لا شيء من تلك الظواهر الغريبة يحدث عندما تكون تينا خارج البيت أو حتى حينما تكون نائمة. الظواهر أخذت تتكرر يوميا إلى غاية ذلك اليوم الذي طلبت فيه السيدة – جان – من – تينا – وضع البيض داخل الثلاجة لكن حباته ( أي حبات البيض ) أخذت تنفجر كالقذائف حتى أن جدران المطبخ تلطخت بها لكن المصيبة هي أن حبات البيض تلك اخترقت باب الثلاجة و خرجت منه دون أن تترك عليه أي ثقب أو أثر لذلك و أمام تصاعد هذه الظواهر لم تستطع – تينا – أن تكون أبسط فكرة عن الذي كان يحدث فراحت تقرأ كل ما عثرت عليه من كتب تتحدث عن الشيطان الذي اعتقدت بعد ذلك بأنه هو الذي كان يسكن البيت و هذه هي الفكرة تقريبا التي اقتنع بها الزوجان –راش – ما داما قد استنجدا براهب متخصص في طرد الشياطين un exorciste حسب معتقدات مجتمعهما الدينية لكن زيارات هذا الأخير و صلواته العديدة في البيت لم تغير شيئا...- تيـنا – أصيبت لفترة طويلة بآلام شديدة في المعدة و صاع دائم مما جعل العائلة تراهن على أن البيت كانت مسكونة من قبل الشيطان ( و لو كانت تينا تعيش في مجتمع مسلم لساد الاعتقاد بأن جانا يسكنها ) و حتى تينا نفسها آمنت شيئا فشيء بذلك أي أن شيطانا يسكنها. قوة خفية و ذكية لا تريد أن يصورها أحد أحد أكبر الأطباء فحص تينا و لم يتوصل إلى تحديد مرض معين تكون تعاني منه رغم صداعها الدائم و أوجاع معدتها...المعاناة تواصلت بالنسبة للعائلة – راش – و الظواهر تكثفت و تضاعفت بشكل خطير مما جعل الزوجان راش يلجآن إلى أحد الصحافيين رغبة في انتزاع نصيحة منه أن كان قد سبق له أو وقف على حالة أو حالات مماثلة أثناء تحقيقاته الصحفية خصوصا و أن ذلك الصحفي كتب عدة مرات عن الظواهر غير الطبيعية. فلم يكن ذلك الصحفي ليرفض دعوة كهذه، فحضر إلى بيت السيد –راش – رفقة مصور فوتوغرافي و هكذا اجتمع الاثنان ( الصحفي و المصور ) بالسيد جان راش و تينا و راح الصحفي يستجوب هذه الأخيرة عن بعض التفاصيل المتعلقة بتلك الظواهر، في الوقت الذي وضع فيه المصور في مسدد آلته الفوتوغرافية و إصبعه على قاصمها تحسبا لالتقاط أول ظاهرة غير طبيعية تحدث ما دام الكل كان يقول بأن كل تلك الأشياء اللا طبيعية تحدث عندما تكون تينا حاضرة في مكان ما، لكن المصور بقي ينتظر في تلك الوضعية المتعبة إلى أن تسلل الملل إليه دون أن يحدث شيئا، مما جعله يضع آلته الفوتوغرافية جانبا لأخذ قسط من الراحة و في تلك اللحظة بالذات ارتفعت سماعة الهاتف تلقائيا من مكانها ليتجه خيطها بكل عنف و سرعة صوب وجه تينـا و كأنه كان يريد لطمها. حينها يقول المصور: " اقتنعت بأن ذلك الكائن الخفي أو تلك القوة الغريبة أو سموها ما أردتم كانت على دراية بأن بحوزتي آلة تصوير و تلك القوة – الذكية – لم تكن تريد أن نلتقط صورا لها ". ...لكن ذكاء المصور كان أكبر من هنا لم يتأخر المصور في إعادة آلته نصب عينه لمدة خمس دقائق و بكل تأن و سريـة لمس إصبعه فاصم آلة التصوير، فيما كان قد حول عيناه باتجاه مكان آخر متظاهرا بأنه كان يريد رؤية شيء معين في الصالون، و بما أن المصور في تلك اللحظة بالذات ترك الآلة بين يديه في حالها الأول، فانه نجح في الضغط على الفاصم في نفس الوقت الذي ارتفعت فيه سماعة الهاتف مجددا و هكذا استطاع بفضل ذلك الفخ أن يلتقط صورة فوتوغرافية تظهر فيها سماعة الهاتف على نحوها غير الطبيعي المذكور...فكانت إحدى الصور النادرة في العالم بأسره، باعتبارها تبرز الظاهرة أثناء حدوثها. الصورة نشرت في الصحف و البنت تينا تحولت إلى " نجمة – بيد أن الظواهر لم تتوقف إلى أن سمع الباحث الأمريكي الشهير وليام رول بالقصة فبادر بالقيام بفحص عام و شامل ليتينـا فتوصل إلى نتيجة مفادها بأن تلك البنت كانت حساسة جدا إزاء الطاقة الكهربائية أكثر من المعدل المتعارف عليه علميا و يقول ذلك الباحث: " إن ما حدث وسط عائلة راش يعكس اضطراب – تينـا – النفسي و عدم رضاها على نفسها و على وضعيتها و هذا ما نما فيها طاقة كهربائية غير عادية تفوق بكثير المستوى المتوسط الذي يمكن أن يتوفر في أي إنسان ". آخر الأخبار تقول أن تلك الظواهر توقفت...قرابة العشرة أشخاص شهدوا عليها و صورة فوتوغرافية لليقين المادي...لكن أين هو التفسير؟ هل كانت تينا الضحية البريئة لتملك شيطاني؟ أم أنها لا شعوريا كانت تملك قدرات كفيلة بالتأثير في محيطها إلى درجة تحريك الأشياء و تشغيل الأجهزة الكهربائية و الالكترونية عن بعد دون حتى أن تلمسها؟ هل القدرات النفسية أو و الذهنية للإنسان قادرة فعلا على إحداث ظواهر من ذلك القبيل؟ العلماء يردون بأنه من الممكن جدا أن يتحقق كل ذلك و أكثر، لكن في حالة ما إذا استطاع العلم أن يقدم الأدلة و البراهين الكافية و هذا ما لا يزال بعيدا... الدراسات جارية و النتائج قد تأتي نسبية أو قطعية، لكن الأكيد حسب أولئك الذين يطردون الشياطين و الأرواح الشريرة كما يطلق عليهم les exorcistes هو أن عشرات بل مئات بل آلاف الحالات المماثلة كان من ورائها الشيطان، غير أن هذا مجرد افتراض لا يمكن أخذه كمرجع لأن في المجتمعات المسلمة مثلا قد توجه أصابع الاتهام إلى الجان...و يبقى السؤال مطروحا ....لكن العلم يجمع على تسمية هذا النوع من الظواهر البولترغايست poltergeist. تجربة بولترغايست جد متميزة في سنة 1972 بمدينة تورنتو الإيطالية قامت مجموعة من الأشخاص المنتمين إلى النزعة التي تكذب وجود البولترغايست بافتعال حالة مصطنعة و هكذا ظهر أول شبح و ليد المخبر، حيث اتفق أفراد تلك المجموعة على بيانات شخصية تتعلق بذلك الشخص الخيالي المسمى فيليب و من ذلك عمره، سيرته الشخصية، انتماؤه العائلي و خصائصه النفسية و ظلوا يلتقون بانتظام في محل معين طيلة سنة كاملة للتحدث بشأنه كما لو أنه كان موجودا فعلا و ذلك في محاولة منهم لتصور تلك الشخصية ذهنيا و إعطائها شكلا بصريا مشتركا بينهم على أمل أن يدفع ذلك إلى حدوث الظاهرة على أساس نفسي منطقي psi logique و هذا ما كان لهم أو هذا ما يقال حيث أنه و بعد سنة من تلك الحصص تظاهر فيليب من خلال تحرك الأشياء دون سبب واضح و من هنا تشك اقتناع لدى أفراد تلك المجموعة و المقتنعين بجدوى تجربتهم بأن أي شخص عاد قادر على أن يتسبب في حدوث ظاهرة بولترغايست ، شريطة أن يتوفر على الصبر و المثابرة و أن يحدوه أمل قوي في تجسد روح معينة يحدد هو معالم صاحبها.
غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض |
الأربعاء، 19 يناير 2011
أشخاص يزعزعون الأماكن التي يتواجدون فيها
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق